ابتعدوا عن التوتر.. وتعاملوا مع الامتحان كصديق

تعتبر قضية السهر للمذاكرة التي يتبعها غالبية الطلبة من أهم القضايا التي يعارضها المختصون والخبراء لما لها من آثار سلبية تنعكس على الطالب .

وبهذا الصدد أول نصيحة نقدمها لطالب الثانوية العامة هي تنظيم الطالب لوقته بحيث يتسنى للطالب مراجعة جميع مادة الامتحان والتمكن منها .

أهم نقطة تعين الطالب على التركيز هي إعطاء الطالب لنفسه فترات راحة واسترخاء والابتعاد كل البعد عن التوتر والقلق والسهر لساعات طويلة ، لأن ذلك يقلل من التركيز لدى الطالب ، مشيراً أن النوم باكراً والاستيقاظ المبكر هو أمر في غاية الأهمية ، ويحبذ قيام الطالب بممارسة نوع من الرياضة الخفيفة عند استيقاظه لتنشيط الدورة الدموية والخلايا الدماغية ، مما يسهم في زيادة القدرة الاستيعابية لدى الطالب .

فهناك العديد من الطلبة الذين اعتادوا السهر لساعات طويلة ، وهذه قضية خاطئة ، والأفضل هو النوم مبكراً والنهوض في ساعات الفجر، حيث أن قراءة ساعة في الفترة الصباحية تعادل 2-3 ساعات خلال السهر (حسب رأي الخبراء) ، بحيث يكون معدل استيعاب الطالب مضاعفاً ، نظراً للراحة الجسدية والصفاء الذهني في ساعات الصباح .

هناك العديد من الطرق والإرشادات العملية والتربوية والتي تعتبر من أفضل الطرق وأكثرها نجاعة لتحقيق النتائج الفعالة والوصول إلى النجاح والتفوق ، ويفضل لطلبة الثانوية العامة الالتزام بمثل هذه الإرشادات والنصائح سواء في فترة التحضير للامتحان أو بعد الانتهاء منه .

هناك نقطة رئيسية على الطالب مراعاتها خلال مذاكرته ، ألا وهي الابتعاد أثناء المذاكرة عن الدراسة الجماعية ، حيث ثبت علمياً أن الدراسة الفردية أفضل وأكثر جدوى لاعتبارات متعددة ، منها عدم تكافؤ المجموعة من حيث القدرات العقلية والاستيعاب ، كما أن جزءاً كبيراً من الوقت قد يضيع بأحاديث جانبية ، وأخيراً الدراسة الجماعية تقلل من التركيز فقد أثبتت الدراسات أن نسبة التركيز تتناسب عكسياً مع عدد أعضاء المجموعة ، فكلما زاد عدد الأعضاء قل التركيز .

ومن جانب آخر هناك نقطتان رئيسيتان خلال تقديم الامتحان ، ويعتبران خطآن شائعان بين طلبة الثانوية العامة يجب الابتعاد عنهما ، النقطة الأولى هي أن أكثر الطلبة يبدؤون بالإجابة عن السؤال الأول من ثم التالي فالتالي ، وهذه طريقة خاطئة فالأصل بالطالب أن يبدأ بالسؤال الأسهل مما يعطيه دفعة للإجابة عن بقية الأسئلة .

أما النقطة الأخرى فهي ضرورة عدم مراجعة الامتحان بعد تسليم ورقة الامتحان ، لأنه من خلال المراجعة قد يكتشف الطالب أنه نسي أو أخطأ في إجابة سؤال ما ، مما سيعمل على إرباكه وتشتيت فكره مما قد يؤثر على تحصيله في الامتحان اللاحق ، إضافة إلى أنه من أهم الأمور الابتعاد عن القلق والتخوف أثناء تقديم الامتحانات .

دور الأهل الذي لا يمكن لأحد إغفاله خاصة بما يتعلق بطلبة الثانوية العامة ، فكثيراً ما نرى أو نسمع أن هناك بعض الأهالي يعملون على خلق أجواء من الإرباك والقلق للطالب بسبب تحميلهم للموضوع أكثر مما هو عليه ، وتعظيم أمر امتحان التوجيهي لدرجة تخلق عند الطالب هواجس معينة تعمل على زيادة شعوره بالخوف وتشويشه والتقليل من تركيزه .

للأهل دوراً أساسياً وفاعلاً من حيث تهيئة الطالب للتقدم للامتحانات دون تشويش أو تعكير ، فمن المهم جداً على الأهل والطلبة أن لا ينظروا للامتحان على أنه شبح أو معركة قتالية ، وإنما عليهم النظر للامتحان على أنه صديق .

إن الثقة بالله والتوكل عليه من أهم الأمور التي يمكن أن تقلل من توتر الطلبة وذويهم ، فكما قال عليه السلام (اعقل وتوكل) ، فالجدير عمله من قبل الأهل أن يبتعدوا عن إظهار الانفعال أمام أبنائهم الطلبة ، بل يجب عليهم العمل الدؤوب لإشعارهم بالاسترخاء والراحة النفسية وتخفيف الضغط عنهم ، والتعامل وكأنها فترة عادية .

فهناك أهمية كبرى للدعم المعنوي الذي يجب أن يقدمه الأهل لأبنائهم الطلبة ، واستخدام لغة المديح والثناء والرضا مما يشكل دعماً نفسياً لهم ، مع ضرورة الابتعاد عن المشاكل الأسرية وتهيئة الأجواء العائلية الهادئة لطلبة الثانوية العامة .