السادة اعضاء المنتدى, نأمل ان نجعل هذه الصفحة غنية بكل مايخص مهندس المقاولات الكهربائية بمختلف جوانبها الادارية والعلمية والفنية والنفسية , وسأقوم بعون الله بجعل هذه الصفحة غنية بكل ما أملك من معلومات , املا من اخوتي المهندسين ذوي الخبرات العالية , تنويرنا بما لديهم من معلومات
وسأبدا الحديث هنا عن شخصية مهندس الموقع , والجوانب التي تؤثر على سلوكه وانتاجه , ومن اجل الحصول على مهندس موقع عالي الانتاج والكفاءة مستمتعا بعمله فلابد ان نتكلم عن موضوع الاتزان
الاتزان
يعد الاتزان من اهم الامور التي تدور فيها حياة الانسان , فالانسان غير المتزن لايستطيع ان ينجز بكفاءة وفعالية , والانسان غير المتزن قد ينجح في جانب ما من حياته , لكن جوانب الحياة الاخرى ستؤثر عليه سلبا وتحرمه من الاستمتاع بانجازاته
وفي حديثنا عن الاتزان نذكر جوانب الحياة المختلفة التي ينبغي علينا ان نحرص على الاهتمام بها وتطوريها وتحسينها وهي كما يلي :
1- الجانب الروحاني :
ونذكر فيه العلاقة مع رب العالمين وهو المحور التي تدور حوله الحياة , وهو الاساس لوجود الانسان في الحياة , وهذا الجانب هو بمثابة المظلة التي تظل جميع الجوانب الاخرى , فجميع جوانب الحياة لابد ان يكون لها بعدا روحانيا , حتى تكون الغاية والهدف سامي ونبيل ولايقتصر على غايات واهداف دنيوية هي في الاخر مقرها الفناء والزوال ....لذا فان من اهم علاقات الانسان هي علاقته مع ربه , حيث انه من خلال هذه العلاقة يسعد في حياته ويطمئن , ومن خلال هذه العلاقة تتحقق له اهدافه ويفتح له باب الفلاح والقبول والرزق
فنحن جميعا لاننكر بأن جميع الخير بيد الله وجميع مفاتيح النجاح بيد الله وان القبول هو من الله وحده وان الله تعالى هو الملك وهو القادر على كل شيء كما يقول الله تعالى في محكم تنزيله " انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون " .....
لذا فانه مهما جرتنا الحياة ومهما غرتنا الحياة الدنيا نتذكر ان هناك الها حاكما لهذه الارض , لايجري امرا الا باذنه , ولايتحقق اي امر الا برضاه وتوفيقه , وانما نحن غارقين بنعم الله التي يتفضل بها علينا في كل جوانب حياتنا , سواءا كنا اغنياء ام متميزين في عملنا ام غير ذلك , ذلك كله لم يتحقق الا بفضل ونعمة من الله , وان سعينا نحو الفلاح والنجاح انما هي خطوات نخطوها كي ننال كرم الله الذي يكافؤنا على تعبنا وعملنا وجهدنا كما يقول الله تعالى في كتابه العزيز " ان الله لايضيع اجر من احسن عملا "
فعلاقتنا مع ربنا هي علاقة فطرية خلقت معنا وغرست في قلوبنا منذ ولادتنا وخروجنا الى هذه الحياة , فجميعنا يملك حب الله في قلبه , وجميعنا يملك هذه العلاقة الجميلة التي تسعدنا كلما سعينا الى تقويتها وتوطيدها , فكلما زدنا قربا من الله زادنا الله توفيقا في الحياة , وهانت علينا التحديات والمشكلات , واصبحت بمثابة درجات نخطو فوقها بخطى واثقة ثابتة قوية وقودها الثقة بالله وحبه
ونذكر في حديثنا عن موضوع الكتاب , فان المهندسين كباقي البشر نمر بالعديد من المواقف الصعبة ومن الظروف الشديدة التي نحتاج فيها الى عون الله ومدده , فكلما واجهتك مشكلة ما في عملك فالجأ الى الله واطلب مدده وعونه , وكلما وفقت في عملك وانجزت وترقيت فاذكر انه ماانت فيه انما هو نعمة من الله لذا سارع بذكر الله وشكره .
فالعناية بالجانب الروحاني هو بمثابة العناية بالحياة , فلا حياة لمن خسر علاقته مع ربه , ولا فلاح لمن تخلى عن الله فتخلى الله عنه , كيف لنا ان نعيش حياتنا دون اليقين بانه لولا الله لما وجدنا وما كنا وما قامت لنا قائمة , وكيف هي الحياة دون ان تضع جبهتك ساجدا بين يديه تشكره على نعمه .
من الامور الغريبة التي نتفاجا منها في عالم المقاولات اننا نستثني الجانب الروحاني في تعاملاتنا وعلاقاتنا وعملنا ونجعل العمل خارج اطار الدين فلاصدق ولاثقة ولا اخلاص ولاامانة والشاطر هو الذي يكسب , فياعجبا على انسان مداوم على الصلاة ويكذب , او يرتشي , او يقول الزور , او يعتدي على الاخرين ويسلبهم حقوقهم , او يظلم
لذا فاننا في عملنا لابد ان يكون لجميع تصرفانتا بعدا روحانيا
فحينما نعامل موظفا بسيطا نتعامل معه بحب واحترام , وحينما نعطي الموظفين حقوقهم نراعي رقابة الله علينا , وحينما نقيم الموظفين نقيمهم بمصداقية وامانة
فلانفضل احدا على الاخر بسبب علاقة شخصية او انحياز او بغض الطرف الاخر ...فكيف لنا ان نفعل ذلك والله رقيب علينا , وان الله دائما مع المظلوم ودائما على الظالم ولو بعد حين
وحينما نضع موادا معينة في المشروع لابد ان تكون مطابقة للمواصفات والمقاييس وان تكون مطابقة لما تم الاتفاق عليه , فالعقد شريعة المتعاقدين , وحينما نحسب كميات معينة نتذكر ان الله رقيب علينا وان التغيير في الحسابات انما هو غش وخداع وهو الغالب سرقة لحقوق ليست لنا .
وحينما نسرح موظفا ما من العمل , نراعي المصداقية في التسريح من العمل , وانه تسريحه لم يكن على وجه شخصي انما هو من اجل ضعف في اداء المستخدم او زيادة في عدد المستخدمين فائض عن حاجة الشركة
وعليه فاننا لابد ان نتذكر دائما في كل لحظة في عملنا اننا نمضي اغلب وقتنا في عملنا وان اكثر من نصف عمرنا نقضيه في العمل , وان العمر هو امانة نحن مسؤولين عنها ومحاسبين عن كل لحظة فيها , فلا نغش ولانخدع ولا نكذب ولانعتدي , ولانظلم ولا نسلب حقوق الناس , بل نكون صادقين مخلصين واضحي الرؤية عادلين تظللنا اخلاق الاسلام الحق
ومن الامور التي تسعد خاطرنا وتهون صعاب الامور علينا اننا في هذه الدنيا في امتحانات مستمرة , وجدت هدية لنا من الله كي نستغلها لمصلحتنا ونستفيد من حجم المواعظ والعبر التي تقدمه لنا , فاذا نظرنا الى الامور بمنظار مختلف بمنظار رباني روحاني لسارت حياتنا بطريق اخر , فما منعت عنا نعم وماحرمنا من نعم الا لنعوض نعم اخرى , نجدها بالتوكل على الله والاخذ بالاسباب , وبايماننا ويقيننا بان المستقبل هو في علم الغيب وان النفس لاتدري ماذا تكسب غدا , فان الله تعالى يعدنا ويهيؤنا لهدايا موجودة في خزائنه لها وقت وميعاد معلوم لن ننالها حتى نستحقها ولن نستحقها الا من خلال اجتهادنا وسعينا نحو الفلاح والنجاح , ومادمنا نؤمن بكلام الله في كتابه العزيز ونؤمن بقول الله تعالى " ونحن اقرب اليه من حبل الوريد " فلابد حينها ان تتولد لدينا يقينا عميقا في قلوبنا بان الله مطلع الى نفوسنا وقلوبنا ونوايانا ويعلم جميع امورنا , فلنعش ابد الدهر باعتقاد جازم بانه " لاحول ولاقوة الا بالله "
فامن بالله وتوكل عليه تكن اغنى الناس
2- الجانب الصحي :
كثيرا مالمست في مجال المقاولات ان امراض الضغط والقلب من الامراض الاساسية الشائعة في هذا المجال , وذلك نظرا للتوتر الكبير الموجود فيه , والسعي الدؤوب الى الاسراع في انجاز الاعمال , والخلافات التي عادة ماتحصل بين مختلف الاطراف , والمضايقات التي عادة ماتحصل من قبل بعض الاشخاص الذين أدرجهم تحت بند " اعداء النجاح " , فالاتزان الصحي من اهم الامور في اركان الحياة المتزنة , فبدون الصحة لايمكن ان ننجز ولا يمكن ان نبدع ولا يمكن نتغلب على الصعاب ونواجه التحديات , فالصحة راحة وسعادة وقوة , وهي الشعلة والطاقة التي تفجر جميع الصعاب وتحطم جميع العقبات والتحديات .
لذا ينبغي لنا في عملنا ان نوازن بين الصحة والعمل , فلا نجعل جل وقتنا من اجل العمل , بل نعطي قسما من وقتنا من اجل صحة الجسد وصحة العقل
ونستطيع عمل ذلك بتخصيص مالايقل عن ساعة يوميا نمارس فيها نشاط رياضي ما كالجري او السباحة او تمارين رياضية او كرة القدم ..حتى نستطيع ان نستعيد نشاطنا ونجدد طاقتنا ...ونبتعد عن كل مايدمر الصحة , كالعصبية والتدخين والاكثار من شرب المنبهات كالقهوة والشاي , والقلق الغير مبرر ...ونكثر من الاهتمام بالتنفس كالتنفس التفريغي , والتنفس العميق , والاسترخاء , ونكثر من شرب الماء وماالى ذلك من الامور ...حيث انها متعددة ويوجد العديد من الكتب التي تعني في الجانب الصحي بكل جوانبه .
فالصحة هي التي تدوم وتبقى واذا ذهبت فعندها يصبح من الصعب ارجاعها كما كانت ...فصحتك امانة فحافظ عليها تكن اغنى الناس
3- الجانب الشخصي :
الجانب الشخصي يتمثل بتطوير الذات وتنمية المهارات وزيادة المعرفة والثقافة , والاكثار من القراءة في مختلف جوانب الحياة , وتحسين المعرفة في اطار التخصص وفي المجالات الاخرى , حيث يقول الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه ان الشخص الناجح هو ذلك الشخص الذي يقرأ مالايقل عن كتاب اسبوعيا , وان الانسان المثقف هو الذي يقرأ مالايقل عن 20 دقيقة يوميا في مجال ما , فالقراءة والدراسة لاتنتهي بمجرد تخرج المهندس من الجامعة ولكن تبدأ حينها , حيث حينما يتخرج المهندس من الجامعة يكون قد لقي جميع الاساسيات التي يستطيع الانطلاق من خلالها ودراسته تكون عامة شاملة لاتقتصر على جانب ما
فالمهندس نفسه هو الوحيد الذي يعرف المجال الذي يستطيع التميز فيه وتميزه فيه يكون من خلال الاكثار من المعلومات المتعلقة بمجاله والالمام بمختلف جوانبه والتعرف على امور جديدة حيث ان المعرفة متجددة وان العلم في تطور مستمر ولابد لنا كمهندسين ان نواكب السرعة في تطور العلوم وتجددها , ولعل في عصرنا هذا نظرا لكثرة الاراء وكثرة التناقضات فان من افضل الاصدقاء هو الكتاب ففيه المعلومات النقية التي تأتيك على طبق من ذهب .
ويذكر الدكتور طارق سويدان في كتابه صناعة القائد ان اهم العلاقات بعد العلاقة مع الله تعالى هي العلاقة مع النفس والعلاقة مع النفس تكون من خلال تطويرها وتحسينها باستمرار بالعلم والمعرفة ويذكر الدكتور طارق سويدان في تقسيم وقت اليوم 10% جسد , 15% روح , 60% عقل , 15% علاقات
لذا فان عنايتنا بعقولنا بتطويرها وزيادة قدرتها على الابداع من الامور الاساسية لنا كمهندسين حتى نكون مهندسين اكثر كفاءة ومقدرة
وفي حديثنا عن الجانب الشخصي وددت الاشارة الى حسن ادارة الذات وادارة المشاعر والاحاسيس والعالم الداخلي فأغلى مايملك الانسان هي مشاعره الداخلية وعالمه الداخلي فبداخله تتلاطم الامواج وتحدث اضخم معارك الحياة , ولابد ايضا من ادارة الاهداف ووجود الرقابة الذاتية على مختلف جوانب الشخصية وعلى الاخلاق والقيم والمبادىء لان قيمنا ومبادئنا هي التي تصنعنا وتصنع شخصياتنا بينما اذا تركناها للظروف وللمؤثرات الخارجية ربما نتخلى عن الكثير من قيمنا مما يؤدي بنا الى ان ندفع الثمن غاليا
فكم هم الذين اغرتهم الحياة فتخلو عن قيم الامانة فسرقوا , وكم هم الذين اغراهم مبلغا ما من المال فقبلوا الرشوة واصبحوا مرتشين , وكم هم الذين اضطرتهم بعض المواقف الى الكذب فاصبح الكذب عادة
لذا فاكرم عقلك واطلق له العنان للابداع والابتكار تكن اغنى الناس
4- الجانب العائلي :
الجانب العائلي هو جانب الامان والراحة والاستقرار فبه تسعد نفوسنا وتطمئن قلوبنا وتقر به اعيننا , فبالعائلة نحن موجودين ولنا اسم ووجود , وبدونها نحن كورقة الشجر الملقاة على الارض التي لانعلم من اي شجرة وقعت , فالعائلة هي الاغصان التي تمدنا بالقوة والحياة , وهي السند القوي الذي يعيننا في الاوقات الصعبة وهي الحب والسعادة والراحة والاستقرار , وبها نخرج من دائرة العمل والروتين الذي يصاحبه احيانا الى دائرة الالفة والمحبة والسعادة , وبها نرمي جميع المشاكل والامور المضربة المتعلقة بالعمل ونرمي بها على درجات باب المدخل
ومن الاخطاء الكبيرة التي يقع بها العديد من الناس هي عدم الفصل بين العمل والمنزل ومالذلك من اثر سلبي على راحة افراد المنزل وعلى ادخال مشاكل العمل في العلاقات العائلية , لذا يفترض بنا عندما نغادر عملنا متوجهين الى منازلنا ان نضع قبعة العمل على عتبات المنزل ونرتدي قبعة العائلة وندخل المنزل بعقلية جديدة وشخصية جديدة كي نسعد ونسعد من حولنا ونأخذ اجازة من العمل
5- الجانب الاجتماعي
في حديثنا عن الجانب الاجتماعي نذكر الامور التالية :
- كن صديقا جيدا ولاتطلب ان يكون لك صديقا
- احذر مصاحبة السلبيين ولكن كن مؤدبا معهم
- اكثر من التبسم
- بالغ في ادبك في التعامل مع الناس
- تجنب العصبية لقول الرسول عليه الصلاة والسلام " ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "
- تذكر ان المحبة من الله
- حينما تغضب فمارس الصمت واصمت تماما
- كن على طبيعتك وسجيتك دائما ولاتتصنع
- كن لطيفا
- صاحب المتميزين والمبدعين
- احذر مجالس الغيبة والشكوى والتذمر
- كن كريما في العطاء
- ركز على نقاط قوتك وطورها
- تقبل الناس كما هم ولاتسعى الى تغييرهم
- كن مرنا
- السعي وراء الناس من الافلاس
- لو اردت ان تكون محبوبا عند الجميع مقبولا عند الكل فقد طلبت مستحيلا
- لاتقلد بل كن متميزا فانت في الخليقة شيء اخر لم يسبق لك في التاريخ مثيل
ولن يأتي لك في الدنيا شبيه فانت مختلف تماما عن الاخرين
- ركز على مصادر قوتك , فرأس مالك الوحيد هو ماتملك من قدرات ومهارات وقوة شخصية وثقة بالنفس
فالجانب الاجتماعي من الامور الهامة التي تدعم نجاح المهندس وتوصله الى اعلى المراتب , فكم هم الذين وصلو وحلقو فقط لأنهم مبدعين في علاقاتهم الاجتماعية ومتميزين في فن صيد القلوب , وفي حديثنا عن المقاولات ولكثرة التحديات الموجودة فيه فانت في خلال مشوارك ستواجه مختلف الاصناف من الناس :
- الناقدين
- السلبيين
- المتميزين
- الطيبين القلوب كثيري العطاء
- اللطفاء
- الاجتماعيين
- العدائيين
- الماكرين
- اهل النميمة
- المدراء ومنهم اصناف :
1- المدير الصارم الشديد
2- المدير المرن
3- المدير المستعلي على الموظفين
4- المدير المتواضع
5- المدير الايجابي البناء المعني بتحسين الاداء وتطوير العمل وتحسين مستوى الكادر العامل لديه
6- المدير بالصدفة
- الموظفين وهم اصناف :
1- الموظف القليل الكلام الكثير العمل
2- الموظف كثير الشكوى والتذمر
3- الموظف السيء الاداء
4- الموظف المبدع
5- الموظف المسالم
6- موظف يحتاج الى الدعم والتشجيع كي يبدع
7- الموظف كثير الاعتراض
8- موظف يفكر في المصلحة العامة
9- موظف يفكر في مصلحته الشخصية
10- موظف كثير الحساسية
11- موظف كثير المشاكل والمشاجرات
12- موظف نشيط ومليء بالطاقة وله طموحات كبيرة
- المهندسين :
1- المهندس الغير مثقف
2- المهندس كثير الشكوى والتذمر
3- مهندس ذو خبرة كبيرة ومردو قليل
4- مهندس ذو خبرة قليلة ومردود ممتاز
5- مهندس محبوب ناجح في العلاقات الاجتماعية
6- مهندس حريص فقط على العمل وعلى سير العمل
7- مهندس قليل الخبرة ضعيف الاداء
8- مهندس متميز ومبدع ومعني بالتطوير والابداع
9- مهندس متمسك برأيه ورأيه دائما صواب ورأي الاخرين خطأ
10- مهندس كسول يفضل الجلوس في المكتب وتبادل الاحاديث مع الزملاء عن القيام بالعمل المكلف به
11- مهندس دائم العصبية والغضب
12- مهندس ضعيف الثقة بالنفس
13- مهندس مرن ناجح في التاقلم مع كل الظروف
فجميع الاصناف من الناس ستتعامل معهم في عملك , حتى انت ربما تكون صنف من هذه الاصناف, لذا حتى تكون قادر على ادارة علاقاتك بنجاح فلابد ان تتمتع بقدر من الذكاء بحيث تتعامل مع كل شخص كل على سجيته , والعلاقات الاجتماعية في صعيد العمل لاتكون فقط في الطمع في نيل الخير من الاخرين ولكن احيانا في اتقاء شرهم , فاحذر المشاجرات واحذر الجدل , واكثر من التبسم , واستخدم احيانا روح الفكاهة والنكتة ولكن ليس في كل الظروف , واجعل الذين يعملون معك يحبونك ويحبون التعامل معك , كن صادقا مخلصا , درب لسانك على الكلام الطيب اللطيف , واحذر العبوس والتكبر والاستعلاء.
وتعاملاتنا مع الاخرين في مجال العمل يجب ان تكون بعيدة عن المشاعر والعواطف , ونستخدم العقل التحليلي بدلا من العقل العاطفي , فكلما استخدمنا العواطف كلما ادى ذلك الى سرعة الغضب والحساسية , بينما باستخدمنا العقل التحليلي نستطيع ادارة الامور بهدوء واتزان وبكل عقلانية وتدبر .
وفي الاتصال مع الاخرين في العمل يوجد اكثر من نمط وهي :
1- win-loose : اي انت تكسب والاخر يخسر
2- loose – win وتعني انت تخسر والاخر يكسب
3- loose-loose وتعني انت تخسر والاخر يخسر اي سياسة الارض المحروقة "علي وعلى اعدائي "
4- win – win : انت تكسب والاخر يكسب اي تبادل المنافع وهي افضل الطرق في العلاقات واكثرها نفعا ونجاحا .
وكلما كان الانسان علاقته متزنة مع نفسه كانت علاقته متزنة مع الاخرين
ومادمت تعمل في مجال المقاولات واذا كان لديك اهداف سامية ترقى الى تحقيقها بكل كفاءة فتوقع انك ستواجه الكثير من النقد الاثم ومن الافكار المحبطة ومن المضايقات واحيانا الاستهزاء والسخرية , وبما اننا نتعامل في مجال المقاولات حيث اننا نتعامل مع اشخاص من كافة المستويات الاجتماعية والفكرية فانك ستسمع احيانا الكلام البذيء والتصرقات البذيئة , فحذار بان تتفاعل معه او تسمح لمشاعرك واحاسيسك بالتحرك معه بل اسمع من اذن واخرج من الاخرى لانك في مشوارك ستسمع منه الكثير واذا تفاعلت معه ستخسر الكثير فمادمت ملزما فاستمتع والرياح لاتحرك الجبال ولكنها تلعب بالرمال وتحركها كما تشاء .
وليس الغبي بسيد في قومه ولكن سيد قومه المتغابي , واستعين هنا بمقولة لأحد الأدباء الغرب "افعل ماهو صحيح ثم أدر ظهرك لكل نقد سخيف"
لذا فان اتقنت ادارة عالمك الداخلي وادارة سلوكك وافكارك في اتصالك مع الاخرين واحسنت اتقان فن صيد القلوب وفن التاثير والاقناع ورافقت المتميزين تكن اغنى الناس
5-الجانب المهني :
هذا الجانب هو محور كتابنا ولكن احذر ان تعطي هذا الجانب اكثر مما يستحق حتى لا يؤثر على الجوانب الاخرى وتعامل مع المقاولات على انها لعبة تلعبها بكل احتراف فيها العديد من التحديات وبيدك العديد من الاسلحة , وتبدأ هذه اللعبة حينما تدخل الى مكتبك , وتغلقها وتطفىء اللعبة turned off حينما تغادر مكتبك عائدا الى المنزل ......فهي لاتمثل الا نفسها انت بمثابة اللاعب الذي يجيد استخدام التقنيات والمهارات فلو افترضنا ان اسمك ياسر فانك عندما تدخل مكتبك فانك دخلت اللعبة وحملت لقب المهندس ياسر فاستمتع بها وكن محترفا وابدع والمع وحينما تنهي عملك اغلق اللعبة واخلع قبعة المهندس وغادر الى منزلك دون ان تصحب معك شيئا من ادوات اللعبة , وحينما تنهي مشروعا ما فانت بهذه الحالة قد انجزت لعبتك على الوجه الامثل فحينما تظهر عبارة game over اغلق اللعبة , وخذ ماتعلمته من مهارات وقدرات لتكون لك اسلحة جديدة في لعب اخرى اكثر صعوبة واكثر مهمات لكنك بالتاكيد ستكون اكثر احتراف
لذا العب لعبتك ومارسها بكل احتراف وابداع واسعى لان تعمل المستحيل وتحطم كل الحواجز والقيود تكن اغنى الناس
6- الجانب المادي :
هذا الجانب جعله كثير من الناس محور حياتهم والغاية الاسمى للحياة وجعلو جميع جوانب الحياة تدور حول هذا الجانب فبوجوده نسعد وعدم وجوده نحزن ونكتئب وتضيق علينا الدنيا ونندب حظنا العاثر ....في الحقيقة ان المال جانب مهم في حياتنا وجانب اساسي , لكن المال وجد لينفق كي نسعد في جوانب حياتنا الاخرى , وعندما نؤمن ونوقن يقينا تاما بان الله هو الرزاق وان النفس لن تموت حتى تستوفي رزقها حينها لابد ان تهذأ النفس ويطمئن القلب ....والمال بحد ذاته ليس غاية وهدف سامي وانما هو نتيجة لمجهود وتعب ما , فاذا اردت مالا اكثر فاعطي وقتا اكثر وجهدا اكبر للحصول على المال , لان المال لايأتي من فراغ ولا ياتي من العدم وان الموظف الذي يعمل منذ 3 سنوات ولم يتحسن راتبه لايرجع هذا الى ضيق في الرزق وانما ضيق في عقله وقدراته , فلو بحثت عنه ودرست حاله لوجدته منذ 3 سنوات لم يتغير , لم يفعل شيئا جديدا يحسن به نفسه او يطور به حاله ويزيد مواهبه وينميها , فتراه جالسا في كرسيه لايتحرك رافعا راسه الى السماء ويندب حظه العاثر , ويقارن نفسه مع فلان وفلان وهو لايعلم ان فلان وفلان وصلوا لما وصلوا اليه نتيجة جد وتعب وسهر ليالي وحرمان , لذا فان المال آت لامحالة مادمت تجد وتعطي وتثابر وتبدع وتسطع وتلمع .
ودعونا هنا في حديثنا عن الجانب المادي ان ندرس اي شخصية ناجحة ماديا سواءا كانت في محيطنا او عبر وسائل الاعلام ...دعونا ندرس ماهي المواصفات التي جعلتهم ناجحين ماديا :
- بعيدي الرؤية
- يتجنبون التبذير والاسراف
- على دراية وعلم بجميع قيم الدخل والانفاق على مدار السنة
- متزنين في الانفاق المادي
- لديهم اتقان في فن التعامل التجاري
- يمتعون بعلاقات اجتماعية واسعة
- مبدعون في مجال مهنتهم سواءا كانوا تجارا ام وكلاء ام مقاولين
- يجيدون استغلال الوقت
- يتقنون اصطياد العلاقات التي تنميهم ماديا
-
وفي نهاية الحديث عن جوانب الحياة , نذكر هنا ان من اهم الامور التي تعيننا على المضي قدما في جميع الجوانب وبالتساوي هو الفصل بين مختلف هذه الجوانب , والفصل التام , اي حين تكون في عملك , فامورك العائلية اتركها خارج محيط العمل وابعدها تماما عن تفكيرك اثناء وقت العمل , والاصحاب والاصدقاء بعيدون تماما عن وقت العمل , والعلاقات الشخصية بعيدة تماما عن الوظيفة المكلف بها حتى لاتنحاز لطرف دون اخر , وفي العلاقات الاجتماعية خارج محيط العمل لانجعل موضوع العمل هو الموضوع الرئيسي للحديث
وفي صلاتك ووقوفك بين يدي الله , لاعائلة ولاعمل ولامادة واي جانب اخر , من اجل التواصل التام بينك وبين ربك
وفي ممارسة التمارين الرياضية اجعل جل تركيزك على الطاقة والصحة والغي جميع الجوانب الاخرى
وفي تعاملاتك التجارية اجعل الكسب المادي والربح هو الغاية والهدف ولكن فيما يرضي الله تعالى
ونشير هنا الى ان الجانب الوحيد المتصل بجميع الجوانب الاخرى هو الجانب الروحاني , فجميع سلوكياتنا وتصرفاتنا واهدافنا لابد ان يكون لها بعدا روحانيا , بعدا يظلله ويجعله قيمة عليا ومصدر خير بدلا من ان يكون هدفا دنيويا سرعان مايزول
فبعلاقاتنا الاجتماعية لابد ان يكون لنا بعدا روحانيا فنراعي الله في معاملاتنا مع الخلق
وبوظيفتنا لابد ان يكون لها بعدا روحانيا فنخلص ونثابر ولانغش ولانتقاعس
وبعائلتنا لابد ان يكون لها بعدا روحانيا فنبر الوالدين ونوطد علاقاتنا الاسرية ونبتها على الحب
وفي حياتنا الشخصية وعلومنا التي نتعلمها لابد ان يكون لها بعدا روحانيا فنتعلم ماينفعنا ويرضي ربنا بدلا من تعلم علوم لانفع فيها ولافائدة
وفي صحتنا لابد ان يكون لها بعدا روحانيا فنبتعد عن المحرمات والمنكرات التي تضر بالصحة
مع تحيات سامي صلاحات